حُنين بن إسحق رئيس أطباء المحكمة و مترجم بارع
متابعة: حنين الحموي
حُنين بن إسحق هو أبو زيد حنين بن إسحاق العَباديّ، ولد في منطقة الحيرة القريبة من مدينة بغداد في العراق عام 808م، وتوفّي عام 873م في مدينة بغداد، باحث عربي،طبيب مؤرِّخ ومترجم،له ترجمات عديدة لكبار الفلاسفة أمثال أفلاطون، وأرسطو، وأبقراط، وبفضله استطاع الفلاسفة والعلماء العرب الوصول إلى المصادر المهمة من الفكر والثقافة اليونانية، حيث أصبح بعد ذلك متمكّناً من اللغة اليونانية القديمة، كان أبوه صيدلانياً.
أعماله : يوجد العديد من الكتب التي قام بها حنين بن إسحاق ومترجمات كثيرة تزيد على مئة وذلك بأمر من الخليفة المأمون.
من أشهر مؤلفات حنين بن اسحق كتاب
“عشر مقالات في العين” ويعد هذا الكتاب أقدم ما كتب في أمراض العين، وقد نشره ماكس مايرهوف وحقق نصوصه، وهو من أقدم كتب العيون في تعليم طب العيون، بشكل منهجي تعليمي، وبه أقدم صورة لتشريح العين، وقد اهتم المستشرق مايرهوف بدراسة تأثيره على كتب الطب في أوربا، ويذكر حنين في مقدمة هذا الكتاب أنه ثمرة خبرته في طب العيون طوال ثلاثين سنة.
وله الفضل في اختراع الكثير من المصطلحات الفنية الطبية الخاصة بالعين باللغة العربية والتي مازالت تستعمل حتى الآن، مثل: الشبكية، والصلبة، والملتحمة، والقرنية، والمشيمية معطياً لها المعنى الوارد باللغة اليونانية بشكل دقيق، ولذلك يرجع إليه الفضل في توحيد التعابير والمصطلحات الطبية.
ومن أهم كتبه كتاب “في حفظ الأسنان واللثة واستصلاحها” وهو أول كتاب مستقل يتناول طب الأسنان عند العرب، وتنبع أهمية الكتاب من أن المؤلف قام بتدوينه بعد أن توافرت لديه حصيلة متنوعة من التجارب الطبية، ويدور مضمون الكتاب حول محورين
الأول يبحث سبل وقاية الأسنان وحمايتها أو ما يعرف بطب الأسنان الوقائي، والثاني علاجي دوائي باستعراض ووصف أمراض الأسنان واللثة مع ذكر العلاج الدوائي المناسب.
وله العديد من الكتب في مجال الصيدلة وهي “في أسماء الأدوية المفردة على حروف المعجم”و
“في أسرار الأدوية المركبة”، و”الأدوية المحرقة”، و”خواص الأدوية المفردة”، و”أقرباذين”.
ولا تنحصر عناية حنين في الطب وحده، بل لقد عني أيضاً بالفلسفة والرياضيات والعلوم، فهو الذي اعتمد عليه المأمون في ترجمة كتب أرسطو، فأجاد نقلها، كما ترجم لأفلاطون وأرخميدس وإقليدس وأوطوليقوس ومنلاوس وأبسقلاوس وثيودوسيوس وأصلح نقل من تقدمه من المترجمين في زمن المنصور والرشيد.
كما أن لحنين بن اسحق مؤلفات أخرى منها
“مختصر في تاريخ الكيميائيين”، “مقالات”، “في السبب الذي من أجله صارت مياه البحر مالحة”،
“في المد والجزر”، “في توليد النار بين حجرين”، ورسائل “في الضوء وحقيقته”، “الأوزان والأكيال”، “مقتطفات من رسالة المذنبات”، “ألفاظ الفلاسفة في الموسيقى ونوادر فلسفية”،
و”القول فيما يستجيب أو لا يستجيب من شهور السنة” ، “مجالس الحكماء”، “اجتماعات الفلاسفة في بيت الحكمة في الأعياد وتفاوض الحكمة بينهم” ، “آداب الفلاسفة”،”كتاب في المنطق”، “كتاب في النحو”،
“في اختيار أدوية العين” ،” كتاب في الرمد”، كتاب “العين أو الحجة” صنعه لولديه داود واسحق،
كما ترجم لجالينوس وأبقراط وديسقوريدس وأرسطو وإقليدس وأبولونيوس وبطليموس وبلتاس وغيرهم من مفكري اليونان وأطبائهم.
ومن رسائله الطبية المتخصصة “تحفة الأولياء وذخيرة الأطباء”، و”امتحان الأطباء”، و”النكاح”، “فيمن يولد لثمانية أشهر”، وكتاب “في أن الطبيب الفاضل لابد أن يكون فيلسوفاً”، “أوجاع المعدة”، “فصول حنين بن اسحق في أشربة مختارة”، “في تدبير الصحة في المطعم والمشرب”، في “البفول وحواشيها”، و”مقالة في ماء البفول”، “في الفواكه ومنافعها”، “في إصلاح ماء الجبن النافعة وما يستعمل منه”، وكتاب “في الأغذية”،
و “الفرق بين الغذاء والدواء المسهل”، “مقالة في تولد الحصاة” ، وله موسوعة في أعلام الأطباء هي “تاريخ الأطباء”.
يذكر أن قام الخليفة المتوكّل بتعيينه رئيس أطباء المحكمة، وذلك بعد أن قام بالسفر إلى فلسطين ومصر وسوريةلجمع المخطوطات اليونانية القديمة.
شاهد أيضاً: كتلة هوائية شديدة الحرارة تؤثر في الرياض هذا الأسبوع.. تقترب من الـ 50 مئوية