٢٣١٦٣٥

هل يحلّ الذكاء الاصطناعي محل عبقرية الفنان

متابعة: حنين الحموي
بعدما اقتحم الذكاء الاصطناعي مجالات العلوم على اختلافها، ها هو يطرق باب الفن، المجال الذي ظلّ حتى الأمس القريب حصناً لإبداعات عقل الإنسان دون غيره، حسبما اعتقد ويعتقد كثيرون. فظهرت أعمال فنية يقال إنها اُنتِجت بواسطة الذكاء الاصطناعي.

 

٢٣١٧٠٩ 1

اقتحام الذكاء الاصطناعي مجالات الفن:

 

عرض المعرض الدولي الخامس للأعمال الفنية والعلمية ببكين أكثر من 120 عملاً فنياً، أبدعها نحو 200 فنان من أكثر من 20 دولة. وأظهرت تلك الأعمال استكشافات الفنانين المتعدِّدة لمجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك موضوعات مثل حدود الإدراك البشري، والنموذج الفني للابتكار التكنولوجي والابتكار التعاوني للتكنولوجيا والفن.

٢٣١٦٥٠

بيعت لوحة الفنان إدموند دي بيلامي في دار المزاد العلني “كريستيز” بنيويورك، في أكتوبر 2018م، بمبلغ 432 ألف دولار، بوصفها أول عمل فني أنتجه الذكاء الاصطناعي وتم بيعه في مزاد علني، علماً أنها لفنان غير معروف ولم يُسمع به من قبل. فهذه اللوحة أُنتجت اللوحة بواسطة خوارزمية (أو نظام رياضي) تستند إلى سلسلة بيانات، مستمدة من 15 ألف لوحة فنية، مرسومة بين القرنين الرابع عشر والعشرين.

 

حيث تم ادخال العديد من لوحات الرسام الهولندي رامبرانت إلى الكمبيوتر، وأنتجوا لوحة جديدة بأسلوب الفنان الهولندي وكأن رامبرانت نفسه هو الذي رسمها بعد وفاته بحوالي 350 سنة، والذي حصل أن جهاز الكمبيوتر جمع البيانات، ودرس أسلوب رامبرانت، فاكتشف الأنماط التي كان يرسم بها بعض الصفات المحدَّدة، مثل ملامح الوجه والعينين، وطريقته في رسم المناطق المُضاءة وتلك التي في الظل وغير ذلك من التفاصيل، ثم أنشأ خوارزميات تُعلّم الآلة كيفية إنتاج صورة جديدة بأسلوب رامبرانت الفريد.

ولقد بيّن الإعلامي اللبناني، علي جابر، أن الإنتاج الفني الدرامي العربي يمر حالياً بفترة تحول، جراء دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى المضمار، داعياً إلى استثمارها بشكل إيجابي، للوصول بالأعمال العربية إلى العالمية، وأشار جابر إلى القفزة الكبيرة في الأعمال الإنتاجية التي تقدم سنوياً، فقال: قبل خمس سنوات، كان سقف الإنتاج لا يتعدى ال80 عملاً في العام الواحد، لكننا اليوم نشهد وصول عدد الإنتاجات إلى 200 عمل سنوياً، بسبب دخول منصات رقمية عدة إلى سوق الإنتاج الدرامي.

وعلى الرغم من القفزة الإنتاجية الدرامية، فإن جابر انتقد حالة الكم على حساب النوع، التي تتخذها بعض شركات الإنتاج للحفاظ على وجودها في السوق، ما أدى إلى ظهور أعمال دون المستوى.

وركز جابر على الجانب الإيجابي، مبيناً أن التنافسية الشديدة بين المنصات الرقمية، وشركات الإنتاج بما فيها المحطات التلفزيونية، تسببت في ضخ أموال كثيرة في سوق الإنتاج الدرامي، إذ قفزت تكلفة الحلقة الواحدة من 45 ألف دولار، إلى عشرة أضعاف هذا الرقم، وهو ما يفيد في رفع الجودة الفنية لهذه الأعمال، واستخدام أعلى التقنيات الفنية في التصوير والمونتاج والإخراج ومواقع التصوير.

٢٣١٦٣٥

التحول الرقمي الكبير في إنتاج الأعمال الدرامية، ودخول تقنيات الذكاء الاصطناعي، هما فرصة كبيرة لكل صنّاع الدراما للبروز، وعليهم اتخاذ القرارات المناسبة لضمان بقاء الجودة الفنية، فهي معيار العمل الدرامي، حتى تستطيع الدراما العربية منافسة نظيرتها التركية والمكسيكية والإسبانية والكورية، والأعمال الدرامية العربية ستكون قادرة، خلال السنوات المقبلة، على كسر الحاجز أمام الوصول للعالمية مع استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، وإنتاج أعمال درامية بجودة رفيعة المستوى، وبتكاليف إنتاجية عالية.

ودعا جابر المنتجين إلى استثمار حضور المنصات الرقمية العربية والعالمية، من أجل تقديم أعمال عربية تعكس قيمة الثقافة العربية وتروجها، من خلال مخاطبة الجمهور في جميع أنحاء العالم، مراهناً على القدرة على إحداث نهضة فنية ثقافية عربية شاملة.

الجدير بالذكر ان الذكاء الاصطناعي أداة يمكن استخدامها بما أننا عاصرناه، وشهدنا إمكاناته، فاستخدام الذكاء الاصطناعي في الفن لا يُلغي الفنان ولا يُقلل من مكانته، والحق أن إنتاج هذا الفن هو عمل فريق كامل من المبرمجين، والمخرجين الفنيين، وغيرهم، وليس عمل فنان واحد.

شاهد أيضاً: كتلة هوائية شديدة الحرارة تؤثر في الرياض هذا الأسبوع.. تقترب من الـ 50 مئوية

أخبار ذات صلة