كرم صايغ : أنا إعلامي انتقائي أسعى لإثبات هويتي الاعلامية من خلال تقديم محتوى راقي ورفيع المستوى يرتقي لمستوى الجمهور
حوار: ليلاس دحدل
سأبدأ بتسميته الفنان المسرحي الشاب لافخَم اللقب وأدعمه بالاعلامي الوسيم الذي نشأ في اسرة تتذوق الفن بعدة اشكال الى ان حان وقت قطاف زهرة من زهرات الفن التي انتقاها وبدأ بسقيها لتكون أولى درجات سلم النجاح وباب الطموح الواسع , الذي فتح بعده أكثر من باب من التميز والتالق .
جمعتني به الصدفة في العمل الاعلامي فاستحق ان يكون محور حواري اليوم, عن الاعلامي كرم ماهر صايغ اتحدث……
الاعلامي الشامل الذي دمج السوشيل ميديا والشاشة الصغيرة بلمسته الحرفية , المجتهد والمُجدّ, المثقف صاحب الشخصية الحاضرة أينما وجد , دائم السعي الى النجاح , في حوزته الكثير من البرامج والحوارات التي قدمها ببصمته الخاصة فكان النجاح مرافقاً لخطاه .
من خلال العمل الاعلامي عرفته فجذبني لأحاوره واقتنص منه بعض الافكار التي تجول ببالي وبال كل شخص مهتم بمعرفة العلاقة بين تأثير العمل الاعلامي في السوشيل ميديا على روادها.

1- بدايتك كانت بالتأليف والتمثيل المسرحي لتنتقل بعدها لمجال الإعلام كمعدّ ومقدم , إلى اي مجال يميل كرم بقلبه اكثر الكاتب ام الاعلامي؟
عاطفياً أميل للمسرح أكثر ففي المسرح أكتب وأعبر براحتي , أكتب المسرحية دون السعي لعرضها في زمن معين , وعندما يُعجب اي مخرج بالنص بإمكانه أخذه وتجسيده بعمل مسرحي, وكذلك الامر في الكتابة الادبية ففيها متسع من الحرية فأنا اتناول شخصيات تأثرت بها بالواقع سواء سلباً او ايجاباً, واكوّن بحرية تامة ملامح هذه الشخصيات فأبني لها ايجابياتها وسلبياتها .
اما من جهة الاعلام فهناك مسؤولية كبيرة في تقديم رسالة معينة حيث ان الاعلام يفرض إطار لابد ان نعمل ضمنه حول مايحتاجه التلفزيون من نوعية معينة من البرامج والافكار, اما بالنسبة للمسرح لايوجد هذا الاطار فأنا اكتب مااريد بحرية ,وانا الذي اعطي موافقتي للمخرج الذي سيأخذ النص , على عكس الاعلام تماماً الذي ربما يوافق او يرفض تقديم فكرة برنامج معينة لذلك نجد هامش الحرية في المسرح أكبر على الاقل في بلادنا , ربما في الخارج الاعلام يأخذ حيزاً اكبر من الحرية, ومع ذلك هذا لا يجرّد اهمية الاعلام في حياتي , فأنا اثبتت نجاحاً كبيرا ً في الاعلام .
2- هل خطر ببالك يوماً العمل في صناعة المحتوى على السوشيل ميديا وماهو المحتوى الذي يمكن ان تقدمه ؟
نعم حتماً خطر ببالي العمل في صناعة المحتوى على السوشيل ميديا ,ولكن دعيني اقول اني اخفقت, فالسوشيل ميديا تحتاج الى اشخاص قادرين على الانجراف وراء تيار مايحتاجه المجتمع واخصّ بذلك المحتوى الترفيهي بالدرجة الاولى , وانا اجد صعوبة في تقديم مثل هذه المواد الترفيهية التي يقدمها البلوغرز او صناع المحتوى على سبيل المثال ( سرد قصة وتسليط الضوء على العبرة منها) او مثلاً محتوى (ريأكت) مثل تجريب اكل الشارع والتعليق عليه او ايقاف الناس في الشارع والتحدث معهم او اي محتوى اخر ,صراحةً انا جربت وحاولت كثيرا ًلكن فشلت, لكن ربما نجحت في اطلاق فكرة بودكاست على السوشيل ميديا لتنتقل بعدها الى برنامج تلفزيوني أقدمه على إٍحدى المحطات.
3- اذا خُيّرت بين ان تكون يوتيوبر بمحتوى بسيط وأدوات بسيطة وربح كبير ام إعلامي بربح أقل وجهد أكبر , ماذا تختار ولماذا؟
أكيد أختار أن أكون إعلامي , فالاعلامي قيمته ومكانته في المجتمع أكبر بالدرجة الاولى , وانا شخص اجتهدت سنين على نفسي لأبني شخصية مثقفة متعلمة ومفكرة , فلا يمكن أن أهدر كل هذا التعب على صناعة المحتوى الا في حال كان هذا المحتوى يخدم هويتي الاعلامية, أما ان انجرف وراء صناعة المحتوى بغية جني الارباح فهذا الامر لا يشبهني ابدا , فأنا احرص على هويتي وقيمتي ومكانتي في المجتمع قبل اي هدف مادي.
واذا قارننا بين صناع المحتوى والاعلاميين فهناك فرق واضح , الاعلامي لقبه كأستاذ يسبقه دائماً اما صانع المحتوى لايمكن ان يحصّل هكذا لقب.
4- كيف يمكن ان تكون اعلامي مؤثر وحاضر دائماًعلى السوشيل ميديا؟
انا مهمتي كإعلامي ان اقدم محتوى معين ضمن برنامج معين واشاركه على السوشيل ميديا,أعبر عن آرائي ومواقفي من الاحداث التي تجري في المنطقة من الناحية السياسية على سبيل المثال, او اقدم انتقاد او تعقيب على السوشيل ميديا في المجال الفني من خلال مواكبتي حضور النشاطات الفنية كإعلامي , وهنا إما ان أكون مؤثر في الناس ام لا, فليس من واجبي ان أؤثر بالناس بل من واجبي ان اقدم رسالتي كإعلامي وهنا ربما اكون مؤثر بشكل كبير بأسلوبي ومحتواي وشخصيتي, لكني لا اسعى وراء الشهرة من خلال التأثير بالناس , فالاعلامي الحقيقي يسعى الى تسليط الضوء على ضيفه وعلى الحدث , فالمحور الاساسي للاعلامي هو الضيف والحدث وليس الاعلامي نفسه وهذه هي قاعدة هامة جدا في الاعلام.

5- بعد عدة برامج قدمتها وعمل بمجال الاعداد والتقديم , هل يمكن ان يفتح كرم مجدداً باب التأليف والسيناريو ونرى عمل درامي من تأليفك او عودة لكتابة المسرح بعد توقف دام ل 4 سنوات؟
لاارغب كثيراً في كتابة عمل درامي تلفزيوني واشعر بصعوبة الامر, واعتقد انني افتقر لمَلَكة كتابة دراما تلفزيونية , أما مسرح طبعاً انا افكربالعودة لكتابة مسرحية جديدة وخاصة ان آخر مسرحية كتبتها كانت منذ اربع سنوات بعنوان ( عالتخت).
6- هل واجهت يوماً لحظات خيبات أمل دفعتك للانصراف والابتعاد عن مجال الإعلام ومالذي جعلك تعود وبقوة؟
لولا الخيبات لم يكن هناك أمل , نعم واجهت خيبات وانهزمت في مرحلة من المراحل فقد حدثت بعض المشاكل بيني وبين احد المؤسسات الاعلامية وتم صرفي بطريقة تعسفية وقلة احترام نتيجة هذا الخلاف, هنا احبطت وابتعدت ولم أعد اؤمن بالمؤسسات الاعلامية وصراحة اتخذت قرار بالانصراف عن العمل بالمجال الاعلامي كلياً, واختيار عمل آخر يمكن ان أجني منه مدخول شهري ثابت , لكن عندما يكون الطموح والحلم والشغف بالشيء يدغدغ الانسان من الداخل ويلعب على وتر قوة الدفع للعودة بخطى أقوى , هنا اتخذت قرار العودة لمكاني الحقيقي كإعلامي في الوقت الذي تركته لأشخاص لا علاقة لهم بالمهنة , وهذا الشيء جعلني أعود بقوة أبني وأطور علاقاتي المهنية وأخلق محيط وبيئة اعلامية جديدة , وكانت حصيلة هذه العودة تقديم برنامج والعمل على التحضير لتقديم الثاني وتصويرالثالث وهذا كله نتاج الطموح والاصرار, ولولا هذه الخيبة لما كنت اليوم اتحدث عن نجاحي.
7- في ظل وجود وجوه اعلامية معروفة ضمن حلبة تنافسية واسعة , مالذي تحاول ان تفعله لإثبات اسم كرم صايغ سواء في الاعلام اللبناني , السوري او العربي؟
انا احاول إثبات رسالتي الاعلامية وليس اسمي ,الجمهور هو من يحدد فيما لو كان اسمي يستحق او لايستحق, وانا اقول دائما ان الاعلامي المميز الاضواء تلاحقه وتركّز عليه , وانا عليّ ان اقدم رسالتي وواجبي , وأظن انني وصلت للكثير من الناس ككرم صايغ والناس عرفتني وهي تحدد ان كنت استحق ان اكون من بين الاعلاميين الموجودين ضمن حلبة التنافس,انا احاول ايصال رسالتي سواء في الاعلام السوري, اللبناني او العربي ورسالتي هي جوهر الاعلام والصحافة , أمثّل السلطة الرابعة واعبّر عن رأيي بمطلق الحرية دون قمع اومنع , ومن جهة اخرى أسعى لرفع سوية هويتي الاعلامية ففي حال اصبحتُ شخصية مؤثرة تقتدي بي الناس أستطيع أن أحاورشخصيات هامة كالوزراء والاعلاميين والفنانين ذوي المستوى الرفيع ونكون متساويين في المكانة واكون انا ( Leader) لحلقتي .
8- هل تؤمن بأن الهدف الاعلامي حاليا هو تصدر مايسمى الترند فقط؟
أنا أؤمن ان الاعلاميين هدفهم الحصول على الترند وأنا ألمس من كواليس محيط عملي أن الكل يسعى إلى الترند ,و خطرببالي أن أضع سؤال يكون مميز وترند ولكن بمبدأ أن أجعل من هذا السؤال سبق صحفي لتصريح معين وبدوره يتحول الى ترند.
ولكن أن أسعى إلى تحقيق الترند أو خلق سبب بالاتفاق مع الضيف لتحقيق ترند كما يفعل الكثير فهذا بالتأكيد مرفوض , ولاتعجبني فكرة الترند ولااسعى لها اطلاقاً,علماً أن الترند يصنع نجاح سريع وربما تكون خطواتي بطيئة مقارنة بغيري لكن مدروسة فأنا شخص انتقائي.

9- برأيك استاذ كرم من يصل إلى المتلقي أسرع منصات التواصل الاجتماعي ام الشاشة الصغيرة واذا خُيّرت بالظهور على واحدة فقط ايهما يختار؟
حتماً السوشيل ميديا هي الاسرع بكثير للوصول للمتلقي من التلفزيون , ولكن أنا أفضّل التلفزيون أولاً ومن ثم المحتوى الذي أقدمه للناس يُقدم على السوشيل ميديا ,ويهمّني وجودي على السوشيل ميديا إلى جانب التلفزيون فحالياً لايمكن التواجد على الشاشة الصغيرة بمعزل عن السوشيل ميديا فهي الحلبة الاعلامية الاقوى في الوقت الحالي .
10- حالياً انت في أوائل حلقات برنامجك الجديد بودكاست, علماً انه يوجد على الساحة الاعلامية الكثير من البرامج على نمطه, مالذي سيكون مختلف ببرنامجك وكيف ستظهر بصمة كرم الاعلامية المميزة؟
أنا حالياً بدردشة بودكاست في أولى حلقاته التي كانت مع الفنان فايز قزق , ونحن بانتظار استئناف توقيف البرنامج الذي توقف نظراً للاحداث الحاصلة في المنطقة مؤخراً , هذا البرنامج بالنسبة لي برنامج يطرح فكر وهوية كرم صايغ الاعلامية, فالمحتوى الذي أقدمه هدفه بالدرجة الأولى استضافة شخصيات مؤثرة في المجتمع السوري والعربي عموماً, والدرجة الثانية إيصال فكرة تقديم حوار راقي يرتقي لمستوى الناس وأجذب الناس لحضوره , وبنفس الوقت عدم السعي وراء الترند وإنما خلق مساحة جديدة من الحوار غير موجودة ببرامج أخرى , بحيث يخرج الضيف من برنامجي وهو يشعر باختلاف شكل الحوار البعيد عن طريقة الاسئلة الروتينية .
بودكاست دردشة هو مساحة من الحوار الذي يسمعه أو يشاهده المتلقي وهو يشعر بالارتياح والهدوء دون توتر أثناء متابعة الحلقة , هذا الهدوء الذي يشبهني كثيراً فأنا شخص هادئ في الحياة, هذا مختصر عن بودكاست دردشة الذي أتمنى أن استكمل حلقاته, فهنالك ضيوف مهمين جداً تشرفت بمحاورتهم كثيراً, وصحيح انه يوجد الكثير من برامج البودكاست لكن مايميز برنامجي أنه أول بودكاست سوري تزامن مع برنامج بودكاست بنفس فترة عرض برنامجي ومن بعدها انطرحت الكثير من برامج البودكاست السورية , لكني مسرور جداً لانني كنت نقطة البداية.
11- هل تجد ان الشكل الخارجي يلعب دور في ايصال المحتوى والانحياز لفكرة المحتوى أكثر؟
نعم الشكل الخارجي والحضور يلعب دور كبير في إيصال الرسائل , الموضوع ليس جمالي وإنما ترتيبي فيجب على الاعلامي ان يعرف كيف ينتقي ملابسه بترتيب وأن يكون جميل أمام الكاميرا , فالشكل والحضور والملابس والاسلوب وطريقة الكلام كلها امور تؤثر بالجمهور وتجذبهم للمحتوى الذي يقدمه.
12- استاذ كرم اخيرا اود ان اختم لقائي بسؤال مالحلم الاكبر الذي تود الوصول اليه؟
الحلم الاكبر الذي اسعى له هو حلم كل إعلامي وهو الوصول لمحطة عالمية والعمل بها ضمن برنامج يشبه الاعلامي نفسه ويتبع للاجندة الخاصة به وهذا هو الطموح الاكبر .
اما الحلم القريب هو تأسيس موقع الكتروني ( وسيلة إعلامية ) خاصة بي تحقق هدف إعلام حر مستقل بعيد عن التوجهات السياسية والانحياز لأي طرف , وتحقق هويتي وطموحي الاعلامي .
شاهد أيضاً: هل الرجال معرضون للإصابة بسرطان الثدي؟.. “سلامة المرضى” يوضح