الفشل

هل تمتلك ميزة الفشل؟

ما هو الفشل؟

عندما نصف شخص أو شيء محدد بصفة محددة، يجب أن تستند الصفة إلى فعل يشكل عادة أو حدث يولد حقيقة معينة، على سبيل المثال لا نستطيع القول أن البحيرة جارية أو القمر حارق، فهذه الصفات لا تستند إلى فعل حقيقي.

ومن هنا نستطيع القول بأن صفة فاشل أو “الفشل” لا تنطبق على معظم البشر، أنا لا أقول أنك ناجح بالضرورة بل أنت لست ناجح ولست فاشل أيضاً، كل مافي الأمر أنك لم تفعل، لم تحاول إحداث أي تغيير على المستوى الشخصي أو العام، فكيف نستطيع وصفك بالفاشل؟

نستطيع الجزم بأن صفة فاشل تحمل قيم أكبر وأعمق، فالفاشل لا بد أن يأتي يوم ويصبح ناجح، فهو الشخص الذي وضع هدفاً وحاول الوصول إليه ولم يصل نتيجةً لخطأ أو ظرف قد يكون خارج عن سيطرتك الشخصية.

هو الشخص الذي ينتقل باستمرار من مرحلة اللاشيء إلى مرحلة الفعل بغض النظر عن النتيجة والتي لا بد لها أن تكون ايجابية مع التكرار والمحاولة، وكتب التاريخ مليئة بقصص العلماء الذين عاشوا سنوات من الفشل قبل أن ينيروا العالم باكتشافاتهم.

كيف نخرج من دائرة اللاشيء؟

الفشل
دائرة اللاشيء
الفشل

والخطوة الأولى نحو الخروج من دائرة اللاشيء نحو المحاولة أو الفعل هو انشغالك بأهداف طويلة وقصيرة الأمد، ومن هنا تبدأ باكتساب صفة الفاشل أو الناجح تبعاً لتقييم نتائج عملك نحو تحقيق تلك الأهداف، وبالتالي عدم وجود الأهداف في حياتك هو استهلاك خاسر للوقت.

الأهداف لا يجب أن تشمل منحى محدد من الحياة، كل جوانب الحياة بحاجة لأهداف، العمل، الارتباط، التعليم، العائلة، الصداقات، جميعها جوانب قد تبدوا لك قدرية للوهلة الأولى، لكنها في الحقيقة قابلة للتعديل والتطوير تبعاً لقدرتك على التخطيط لها بشكل أفضل.

وشخصياً لا أعتبر حصولك على وظيفة بمرتب صغير نسبياً على سبيل المثال تحقيقاً لهدف إن لم تكن هذه الوظيفة خطوة نحو تحقيق هدف أكبر، ماعدا ذلك أنت مجرد جزء من أهداف الأخرين، وقتك وجهدك ليس إلا وقود لهم.

كيف تضع أهدافك؟

ميزة الفشل
كيف أضع أهدافي؟
الفشل

الإنترنت مليء بالتمارين التي من شأنها أن تساعدك في وضع أهدافك، إلا أنني دائماً ما أفضل الطريق الأبسط المتمثل بدفتر ملاحظات صغير وقلم، والبدء بتسجيل الأهداف وفق صيغة واضحة وواقعية وتحتوي على مدة زمنية للتنفيذ، الأمر بسيط ويبدأ من هنا، وستتعمق في كتابتك لأهدافك تلقائياً كلما زاد اهتمامك بها.

وتذكر أن في كل فعل تفعله أو كلام تقوله خلال يومك يسجل في عقلك اللاواعي والذي سيحدد شكل حياتك القادمة بطريقة غير مباشرة.

ومن هنا أنصحك بكتابة أهدافك بشكل واضح ووضعها في مكان تستطيع من خلاله رؤيتها بشكل مستمر، وهذه تسمى برمجة الذات وذلك يساعدك على البقاء في حالة اندفاع متجدد.

وكما يقولون “ضع هدفك بين النجوم”، لا تشعر أبداً بالخوف من التفكير بأهداف عظيمة، تأكد أن هذه الحياة غير مقيدة والمستقبل من الممكن أن يحمل الكثير من المفاجآت، الأهم هو أن يكون لديك الحب لتنال أهدافك، الحب الذي سيخلق التركيز رغماً عنك.

هل الفشل يجعل النجاح يبدو أفضل مذاقًا؟

وهنا استشهد بقول عالم الأعصاب مارك والدمان بجامعة بنسلفانيا “عندما نركز على مسائل كبيرة وعظيمة الشأن، فنحن نتحدى عقولنا لتفكر بشكل واسع وهذا يسبب تغيراً في البنية العصبية خاصة في الفصين الأماميين، وهما الجزءان كن الدماغ اللذان يتحكمان بالمنطق والعقل والفكر واللغة، والإدراك والإحساس والشعور، وبالتالي تنمو محاور عصبية جديدة، لتصل إلى تفرعات جديدة في الخلية العصبية لتتواصل بطرق لم تقم بها أدمغتنا من قبل”.

المدخنون وسكان المدن الكبرى مهددون بسرطان الرئة

خاص: سامر ميهوب

أخبار ذات صلة